زمان كان لينا بيت
على بابه توتة خَضرة
حواليها ورود وخُضرة
والمصطبة جنب بابه
وعليها قلة سمرة
جنبيها إبريق وجرة
وتحت التوتة عشة
جواها حصير وفرشة
على بابها جدي كاعي
قاعد ومعاه منشة
ومولع ولعة برة
ساعة ما الناس تعدي
يقوم في لحظة جدي
قاعد معدول ويزعق
اتفضل يا ابن بلدي
بينادي على اللي ماشي
ساحب وراه مواشي
شايل على كتفه فاس
وماشي من غير مداس
وحاطط غداه في سرة
ده الشاي ع النار بيغلي
ناكل وبعدين نحلي
واللقمة كمان هنية
والله تكفي مية
طب حود بس مرة
وفي ضهر البيت جميزة
كانت على قلبي عزيزة
كنت ألعب فوقها يوماتي
عمري ما هأنساها في حياتي
وفي جنب البيت كان جرن
لخزين الغلة وفرن
لخبيز العيش وخلافه
جنبه على يمين الحفرة
وفي ريحنا جنينة كبيرة
جواها المانجة كتيرة
وكمان رمان وجوافة
وشجرة كمترى خطيرة
وبرتقان مالح وأبو سرة
وفي الصبح تشوف وتسمع
من بدري كله يطلع
ماشي بنشاط وهمة
ع الغيط يزرع ويقلع
والشمس لسه حمرة
ع الضهر يكون غداهم
تحت التوتة ومعاهم
فترة قيالة راحة
والعصر معاد صحاهم
ويقوموا في العصرية
لو كان للشغل بقية
ويشربوا شاي العصاري
ويتمشوا ع الزراعية
و ع الترعة يقابلوا الصحبة
ويقعدوا يحكوا ويتحاكوا
ولحد المغربية
وبعد المغرب يتعشوا
ويقوموا كمان يتمشوا
ويرجعوا يتسامروا شوية
ويناموا بعد عشية
علشان يصحوا الفجرية
ومن تاني يعيدوا الكرة
ولو حتى رحت وجيت
وسكنت في ألف بيت
عمري ما في عمري هأنسى
إننا كان لينا بيت
على بابه توتة خَضرة